هددت أحزاب سودانية صراحة بعدم الاعتراف بنتيجة استفتاء جنوب السودان بسبب ما وصفته "عمليات ترهيب تقوم بها الحركة الشعبية للمواطنين", ودعت المفوضية القومية للاستفتاء إلى تدارك هذه الخروقات الكبيرة التى تتم فى عملية التسجيل للاستفتاء.وكشف الدكتور مندور المهدى نائب رئيس المؤتمر الوطنى بولاية الخرطوم فى تصريحات للصحفيين بمركز السودان للخدمات الصحفية مساء السبت عن خروقات واضحة قامت بها الحركة الشعبية لعرقلة عملية التسجيل بولاية الخرطوم وأنها تمارس عمليات الترهيب والتهديد للجنوبيين الذين يعملون على حث المواطنين الجنوبيين للتسجيل, مشيرا إلى وجود عناصر من الحركة الشعبية فى كل مراكز التسجيل تعيق التسجيل.وأوضح أن المؤتمر الوطنى رصد الخروقات التى تمت فى مراكز التسجيل ورفعها للمفوضية الاستفتاء, إلا أنها لم تفعل شيئا حتى الآن لتصحيح مسار عملية التسجيل.وفى ذات السياق, أكد الشيخ بيش القيادى بالمؤتمر الوطنى بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء فى حال فشل عملية التسجيل التى وصفها بأنها لا تتم بالشفافية المطلوبة.من جانبها, أبدت الحركة الشعبية - التغيير الديمقراطى تخوفها من عمليات تزوير واسعة قد تطال صناديق الاستفتاء من قبل الجيش الشعبى عند حلول موعد الاقتراع مستدلة بما أسمته عملية إرهاب المواطنين الجنوبيين لإرغامهم على تغليب خيار الانفصال محملة حكومة الجنوب كل نتائج تدخلها فى توجيه المواطنين.وقال على منيب نائب رئيس الحركة أن حزبه لن يعترف بالنتائج إذا حدثت تجاوزات من قبل الحركة الشعبية كاشفا عن تشكيل لجنة لمتابعة توصيات مؤتمر الحوار الجنوبى الجنوبى والتى ستجتمع مرتين كل أسبوع لمتابعة تنفيذ التوصيات منبها إلى أن الأحزاب الجنوبية لن تترك الحركة الشعبية تنفرد بحكم الجنوب إذا حدث انفصال كما هو حادث الآن.بدوره, انتقد ديفيد ديشان ممثل الأحزاب السياسية, الخروقات التى تمت فى عملية التسجيل بالجنوب والشمال, مشيرا إلى أنها لن تحقق الاستفتاء المطلوب كما اتفقت عليه الأحزاب الجنوبية مع الحركة الشعبية فى مؤتمر الحوار الجنوبى الجنوبى فى جوبا مؤخرا.في الوقت نفسه، مازالت عمليات التسجيل لاستفتاء جنوب السودان تسير ببطء وتتسم بضعف إقبال الناخبين خاصة فى الولايات الشمالية لليوم السادس على التوالى, وخلت بعض المراكز تقريبا من المواطنين المستهدفين.وعزت مفوضية استفتاء جنوب السودان عدم الاقبال والبطء هذه الايام لاسباب موضوعية تتعلق بتزامن التسجيل مع عطلة عيد الأضحى وسفر معظم المواطنين الى الولايات وتفضيل معظمهم التسجيل لاحقا مادام هناك وقت.
وفيما يتعلق بالتسجيل فى دول المهجر,قالت المفوضية إنها تلقت مطالبات من المواطنين فى الولايات المتحدة وأستراليا بضرورة زيادة عدد المراكز نسبة للعدد الكبير للجاليات والمساحات الشاسعة فى السودان وتم بالفعل زيادة عدد المراكز بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة والتى تقوم بالإشراف على تلك العملية فى دول المهجر.وتم دعوة جميع المواطنين المستهدفين بالتسجيل إلى ضرورة الحفاظ على النظام وإحترام القانون حتى تتم العملية بصورة آمنة ومستقرة